غرفة الذات

ماذا سيحدث اذا وجدت نفسك داخل غرفة بيضاء خالية من أي ماديات ؟

  غرفة الذات

“هذه الغرفة الخالية من المعالم، خالية من الحقائق فقط ذاتي تحاصرني ،أرى نفسي وخباياها بكل وضوح ، كحقيقةٍ تُلوِّح في الأفق ، رأيت عالمي الوردي مزدهر أمام ناظريَّ ، رأيت محاسني وصفاتي تبرز في هذا العالم الصغير متخطية حدود الأسقف والجدران، وبدون أي مبررات وجدت هذا الذئب المتوحش يخترق كياني ، يحاول تحطيم أحلامي ،تجريدي من ذاتي ،وتحويلي الى أشلاء مترامية. ولكن، تداركت الموقف وتذكرت أنني مازلت في الغرفةِ الصماء وأن هذه فقط حقيقتي المتذبذبة ”

The White Room

غرفة الذات هي ما خرج من عقلي اللاواعي ، من العقل الباطن، عندما طلبت منا الروائية ليلى أبو العلا تخيٌل أننا في غرفة خالية من كل المعالم والماديات الممكن وجودها، لا نوافذ أوحتى أبواب، ثم صمتت لثواني طالبه منا أن نكتب ما مر على مخيلتنا وأكملت حديثها بأن نضيف لون لهذه الغرفة فكان اللون الذي أضفته الوردي كما هو مبين أعلاه ، أخيرا طلبت أن نضيف حيوان الى تلك التوليفه وصمتت لدقيقه طالبه منا أن نتلاعب بالكلمات والجُمل مكونين لها نص قصير وغرفة الذات كانت ما كتبت . هذه كانت تجربتي الأولى في كتابة أمر بتلك الطريقه، فقد كانت بمجرد ما أن تضيف شيء على تلك الغرفه أجد الكلمات والجمل تترابط وكأن عقلي أراد اخراجها منذ زمن لكن لم يجد المناسبة أو الداعي أو ببساطه لم يكن يعلم بوجودها ، بعد أن قرأنا نصوصنا بيّنت لنا بعض الدلالات والمعاني النفسيه للغرفة واللون والحيوان وآسفه أن هذه المعاني لا تحضرني الان لكن ما يحضرني حقيقةً هو مدى صدق هذا النص وعدد الذين أعجبهم ، حقيقةً لم أكن أتوقع آن ذاك أن بإستطاعتي كتابة شيء بهذه التلقائية وربما هذا ما جعلني أقرأه مرارًا وتكرارًا على أمل أن افهم ما كتبته ، بدأت أتعمق في نفسي ومراجعة تفكيري وقراراتي السابقه والحاليه وكيفية تعاملي مع الاشياء، وجدت أنني حقًّا أبني عالم وردي خاص بي أُشكل محاوره وزواياه يؤشر بمستقبل واعد ومتألق، لكن بمجرد وجود عائق يعرقل تشيد وإنشاء هذا العالم ! أراه ينهار، فتأتي الذئاب بشكل تشتت وعدم ثقه او عدم إيمان ، ينهار من الخوف والتردد والإحباط. وبمجرد وصولي لآخر طريق الانهيار أتذكر أن لاشيء يستطيع إيقافي وأنه ليس هناك ذئب متوحش يخترق هذا الكيان . هي فقط مجرد مخاوف وأمور صغيرة في الواقع وكبيرة في مخيلتي ، فالإنسان هو من يعطي حجم للسلبيات و المخاوف والتعقيدات وهو من يستطيع تحجيمها . في النص تداركت أن هذه مجرد تخيلات و في الواقع مازلت أتدارك في النهاية أنني من يستطيع السيطرة على كل تلك الأمور.

فكرة واحدة على ”غرفة الذات

  1. Omar Derar

    موضوع جميل جداً حيث أن كل منا لديه غرفته الخاصة التي تعبر عن شخصيته! وأعجبتني أيضا الخاتمة الإيجابية أن الانسان هو من يحجم السلبيات التي تواجهه وأننا نختلف عن بعضنا في مواجهتها! فمنا من يستسلم لها ومنا من يستغلها!

    إعجاب

أضف تعليق