المواطن العربي وثقته المتزعزعة بالإعلام

نشرت منظمة أطباء بلاحدود على موقعها الإلكتروني في العاشر من حزيران (يونيو) ٢٠٢٠، أن كوفيد ١٩ قضى على ما تبقى من النظام الصحي في اليمن بعد خمس سنوات من الحرب المستمرة. إن ما يحدث في اليمن بين وصفه بـ”كارثة إنسانية” وضعف التغطية الإعلامية، يثير تساؤل حول الدور الذي ينتظره الجمهور العربي من وسائل الإعلام؟ وهل يعتقد أن ما تنقله هذه الوسائل يعبر عن حقيقة حالته وأفكاره وآرائه؟

اليمني يحتاج إعلاما يعكس الحقيقة لا الأجندات السياسية

يقول اليمني محمد باوزير (٣٨) “إن المواطن اليمني يحتاج إعلاماً يعكس حقيقة الوضع في اليمن لا الأجندات السياسية، إعلام يعكس مآلات فقدان العالم للإنسانية”. ويضيف باوزير، “لا أثق في أي أرقام تنشر سواء لعدد حالات كورونا أو عدد حالات قتلى الحرب”. ويدعم رأي باوزير دارسة مسحية نفذها مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي تنص على ” أن ٦٢٪ من الجمهور اليمني الذي شملتهم الدراسة لا يثقون بالكثير من وسائل الإعلام ، وذلك بسبب غياب المهنية و الحياد في تغطيتها الاعلامية، إلى جانب تبعية العديد من هذة الوسائل لأطراف سياسية تستخدمها حسب سياستها الحزبية.

إعلام خالٍ من الأخبار المفبركة والتوجه

ومن جانبه طبيب العظام السوري بشار أبوبكر(٥٣)، يشكو من الأخبار المفبركة وانعدام المصداقية والحيادية. ويقول إن “الأخبار المفبركة تجتاح وسائل الإعلام بصورة مرعبة، وأصبحنا نعرف أراء المؤسسة الإعلامية سلفاً بمجرد معرفة القائمين على تمويلها”.

المرأة مهمشة والإعلام لا يعطي كل ذي حق حقه

أما مديرة قسم العلوم بمدرسة مواكب- دبي، اللبنانية كرمة النقاش (٤٤)، كما الكثير تتمنى كرمة النقاش إعلام أكثر انفتاحاً يفسح مكاناً للمرأة ويعبّر عن الحقيقة بوضوح لكن تقول ” كل ما نشاهده في الإعلام العربي واللبناني بالتحديد يعكس أن الإعلام مسيّر وليس مخيّر في ما ينقله من حقيقة”. وتضيف النقاش، ” في إعلامنا المرأة مجرد سلعة جمالية وجنسية، وقضاياها مهمشة تماماً”.

إعلام مُسلي لا أكثر

يقول أخصائي تقويم الأسنان السوداني د. عبدالوهاب محمد (٣٤) ” أتوقع من الإعلام أن يكون مُسلي ففي نظري مهمة الإعلام الأولى هي التسلية”. ويضيف محمد “ولا يهمني أن يكون الإعلام يميني أو يساري طالما المعلومات حقيقية ومسلية “.

حرية جزئية وإعلام انتقائي

تلفت مصممة الجرافيكي السعودية هند القحطاني (٢٧) إلى أنها لا تتوقع الكثير من الإعلام التقليدي وتقول “أرى أن موقع تويتر في السعودية أكثر عكساً للحقيقة من الإعلام التقليدي”. وتضيف القحطاني ” يؤسفني أن تضييق حريات التعبير طال وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً”.

ويذكر أن منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الدول العربية، تأتي في مقدمة الدول التي ينخفض فيها سقف حرية التعبير بحسب تقرير “منظمة مراسلون بلا حدود” حول حرية الصحافة في العالم لعام ٢٠٢٠، مما يفسر غياب الصحافة المعارضة عن المشهد، وسيطرة أجهزة الدولة على وسائل الإعلام مؤدياً بذلك إلى فقدان المواطن ثقته في الإعلام العربي.

نظرة حول عنصرية الإعلام

تضامناً مع الأحداث الجارية في أمريكا، إثر وفاة جورج فلويد (46 عاماً)،رجل أمريكي أسود أعزل، خلال توقيفه من قبل شرطي. اجتاح وسم #حياة_السود_مهمة مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى تنديداً على وحشية الشرطة في التعاطي مع الأقليات العرقية في الولايات المتحدة. واستمر التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف دول العالم، مشعلاً النقاش حول مظاهر العنصرية وأدواتها في عصرنا الحالي. مما يرفع تساؤل كيفية تعامل الإعلام مع العنصرية؟

حال الإعلام الأمريكي

أظهر تعامل الإعلام الأمريكي التقليدي مع حادثة قتل جورج فلويد درجاتٍ متفاوتة من الموقف واللغة التي اعتبرها الكثير “عنصرية”. فبحسب تحليل برنامج “ذَا دايلي شو” من تقديم تريڤر نوح. أن موقف قناة فوكس نيوز التلفزيونية، كان ضد التظاهرات المناهضة لوحشية رجال الشرطة والعنصرية بصورة واضحة. ويلفت الناشط والصحفي المستقل خالد سراج إلى أن “اللغة المستخدمة في الإعلام الأمريكي تجاه الأحداث المرتبطة بأمريكيين سود تصنف عنصرية” ويضيف “من الأمثلة هي وصف المتظاهرين السود بـ”المجرمين” “الهمجيين” و”حيوانات شرسة”. ” في حين عندما يكون هناك أعمال شغب من متظاهرين بيض البشرة يتم وصفهم بـ”الطلبة”.

ويقول الكاتب بشركة جينوميديا للإنتاج الفني حسام هلالي “لا تقتصر مظاهر العنصرية في الإعلام الأمريكي على اللغة الإخبارية فقط بل يمكن الالتفات إلى العنصرية المبطنة”. “والتي يمكن إيجادها في الأدوار السينمائية مثلاً عندما يتم اقتصار السود في أدوار تعكس صور نمطية مثل الهمجية والصوت المرتفع وعدم الإحترافية”.

ماذا عن حال الإعلام العربي؟

يقول الباحث المستقل في الإعلام في الشرق الأوسط عبدالله جميل “للإعلام دور أساسي في تعزيز الصور النمطية حول الأقليات العرقية في العقل الجمعي للمجتمعات العربية”. ويلفت جميل إلى أن أحد أبرز مظاهر العنصرية في الإعلام العربي هو تخصيص حلقات من المسلسلات والبرامج والأفلام الكوميدية للشخصية السودانية. وذلك عبر طلاء الوجهه بصبغة سوداء وهو ما يسمى في الثقافة الأمريكية بالـ”black face”. وهو الذي تم التوقف عن ممارسته في الولايات المتحدة منذ عقود وتعتبره الآن بشكل عام مسيء وغير محترم وعنصري. ويقول جميل إن المشكلة في “الوجه الأسود” “هي أنه ممارسة طامسة تماماً للهوية الثقافية والحضارة الإنسانية وترسخ صور نمطية مغلوطة”.

ويذكر بحسب إتفاقية الأمم المتحدة الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري. أن معنى “التمييز العنصري” هو أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم علي أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، علي قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة. وأن العنصرية ووحشية الشرطة حفّزت ردود فعل مثل حراك “حياة السود مهمّة #BlackLivesMatter” الذي انطلق كوسم على مواقع التواصل الاجتماعي عام ٢٠١٣ من ثم تحوّل إلى حراك مدني رسمي. ولقي دعماً علنياً من بعض المشاهير، من بينهم المغنية بيونسيه، ونجم كرة السلة ليبرون جايمس.

“كر وفر” بين وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار المزيفة

نشر موقع “تويتر”رسائل تحذيرية للمستخدمين من أن بعض التغريدات المنتشرة تتضمن “معلومات مضللة” بشأن فيروس كوفيد١٩ المستجد. وجاء ذلك الإجراء عقب نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تغريدات تتضمن معلومات مضللة بأن حقن مصابين بمطهرات قد يساعد في علاج فيروس كورونا.

وتأتي هذه الإجراءات، في إطار سياسة “تويتر” للحد من الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة، التي تم إطلاقها في ١٨ آذار (مارس) الماضي من العام الجاري. وخصوصاً الأخبار المزيفة في شأنيّ كوفيد ١٩ المستجد والتغريدات السياسية قبل موعد إنطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام ٢٠٢٠.

وتقوم آلية تويتر على تحذير المستخدمين وتسهيل عملية الوصول إلى الحقائق والمعلومات الصحيحة، وذلك من خلال أنظمة آلية تتحقق من معلومات أكثر من ١.٥ مليون حساب صنفوا كحسابات مثيرة للجدل. وسيُرفق رابط، يتكون من صفحة تخضع لشروط تويتر أو مصدر خارجي موثوق يضم معلومات إضافية، بالتغريدات المشكوك في صحة معلوماتها. (بحسب موقع بي بي سي نيوزعربي).

وعلى جانب آخر اعتبر الرئيس دونالد ترامب أن هذه الإجراءات تعمل على “تقييد حرية التعبير” وليس الكشف عن الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة.

لم تقتصر مكافحة الأخبار المزيفة على موقع تويتر فقط، بل صرح القائمون على تطبيق “انستغرام” “إلى أنهم سيسعون إلى إزالة المحتوى والحسابات ذات الصلة بفيروس كورونا من قسم “استكشف” في التطبيق، ما لم تكن تلك الحسابات أو المعلومات صادرة أو تابعة لجهات صحية موثوقة”. .

وإلى جانب مكافحة المعلومات المضللة التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تقوم عدة مبادرات بالتحقق أيضاً مثل مبادرة ميدان غير الربحية لتحسين جودة المعلومات في فضاء الانترنت، والتي طوّرت برنامج وأداة “Check” أي تحقق بالإنجليزية. وتقول منسقة برنامج “Check” ديمة صابر “Check” هو برنامج ومساحة عمل تتيح للمستخدمين التحقق من الصور والنصوص عبر الإنترنت، وإنشاء مجموعات لقواعد البيانات والتحقيقات مفتوحة المصدر بشأن مختلف الأخبار والدول.  

وتقول معدة أخبار وسائل التواصل الاجتماعي في قناة الحرة نسمة الحاج، “نكافح الأخبار المزيفة عبر التحقق من مصادر الخبر عبر مراسلينا في أغلب دول العالم” وتضيف الحاج ” أيضاً اشتراكاتنا بوكالات الأنباء الموثوقة مثل “رويترز” “أ اف بي” و”أ ب” تقلل من احتمالية نشر الأخبار المزيفة، خصوصا وأن لدى وكالة ” أ اف بي” خاصية متطورة للتحقق من الأخبار الزائفة”.

يذكر أن العالم شهد تزايد انتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة المتعلقة بجائحة كورونا كوفيد ١٩ المستجد، عبر الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي. والذي تم ظهورة للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية يوم ٣١ كانون الأول (ديسمبر)، وانتشر بعدها في جميع أنحاء العالم. كما تخطى عدد المصابين الستة ملايين عالمياً ولا يوجد له لقاح معالج حتى هذه اللحظة.

أين ترسم الخطوط الرفيعة بين الصحافة والفضائح؟

بشعرها المستعار ونظاراتها الداكنة، تخرج خلسة الأميرة البريطانية ديانا لملاقاة عشيقها، هرباً من كابوس لقطات “الباباراتزي” أي “المصوريين الفضوليين”. اكتئاب وشعور بالتقيد، حياة بتعليمات وقوانين، وحياة مشاعة للعامة وحكمهم، هي الحياة التي عاشتها الأميرة البريطانية الراحلة ديانا، وإلى ذات الأسباب تشار أيادي الاتهام إلى فشل علاقاتها وحادثة وفاتها.

فترصد البابارتزي “المصورين الفضوليين” حياة الأميرة ديانا منذ بداية زواجها بالأمير تشارلز وتفاصيل طلاقها، ومن ثم تفاصيل علاقتها بطبيب القلب الباكستاني الأصل، والتي انتهت بسبب صعوبة تقبله انعدام الخصوصية، وصولاً إلى حادث السيارة الذي تسبب في مقتلها هي وعشيقها عماد الفايد والسائق هنري بول. وحتى يومنا الحالي، مازالت شكوك مقتلها تلتف حول مضايقة الباباراتزي، فهل حقاً حياة المشاهير والشخصيات العامة مستباحة؟ أم خطوط الخصوصية متغايرة؟

تاريخ طويل وأمثلة متعددة

لم تقتصر أمثلة الشخصيات العامة التي تضررت من مضايقات الباباراتزي وصحف الفضائح على قضية الأميرة ديانا، فعلى مر القرن الواحد والعشرين توالت الأمثلة إلى يومنا الحالي، ومازالت لقطات الباباراتزي تلاحق الأمير هاري وزوجته ميغان ميركل حتى بعد تخليهما عن منصبهما الملكي، والانتقال إلى العيش في كندا، حيث نشرت بعض الصحف صوراً لميركل أثناء تنزهها مع طفلها وكلابها الشخصية. وبحسب صحيفة الغارديان، لم تعلم ميركل بوجود المصورين، وتم أخذ الصور دون موافقتها، ولهذا السبب رفع الزوجين دعوى قضائية ضد المصورين.

أين يقف القانون؟

يقول المحامي محمد الزين في تصريح خاص عبر تطبيق واتساب أن ” أي شخص يعرض عمل فنياًِ، أو أدبياً، أو سياسياً، أو غيره إلى الجمهور، أو يتحدث في الحياة العامة للناس، يحق لأي صحفي أن يتناول ما يعرضه هذا الشخص للتقييم والنقد”، ويضيف الزين: “لكن لا يحق لأي شخص أن يتناول الحياة الشخصية للنشر، إلا إذا أتى هذا الشخص بسلوك يتنافى مع واجبات وظيفته”. وبالتالي، لا يحق للمصورين مثلاً تصوير ميجان ميركل لأنها لم تعد أميرة، ولم تتقدم بسلوك ينافي واجبات وظيفتها.

الجميع أصبحوا باباراتزي

يشير المدون عبدالرحمن عريبي في تصريح خاص عبر تطبيق زوم إلى أن “هناك أوجه أخرى للفضائح والإثارة، ففي عصر الهواتف الذكية والكاميرات مناسبة السعر ووسائل التواصل الاجتماعي لم يعد “الباباراتزي” مقتصراً على من يمتهنون هذا النوع من التصوير والصحافة”. مضيفاً: “معرفة عموم الناس بالقانون في هذا الشأن أمر مهم حتى لا يقعوا تحت المساءلة القانونية”.

وتقول الكاتبة في موقع “فوشيا”، الذي يقدم صحافة ترفيهية، ميرا الصافتلي في تصريح خاص عبر تطبيق واتساب إن “حسابات المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تعد من أهم مصادر أخبار المشاهير في الآونة الأخيرة”، وتضيف الصافتلي: “بالرغم من أن الصور والأخبار المثيرة تعتبر عاملاً مهماً لزيادة عدد القراء، إلا إن ذلك يضع ضغوط كبيرة حول المؤسسات والصحفيين إن كان المحتوى دون موافقة الشخصية المعنية بالأمر”.

ويذكر أن الباباراتزي كلمة إيطالية الأصل، وتعني في الثقافة الشعبية الإيطالية “الصوت المُزعِج الصادر عن البعوض”، وأصبحت مُصطلحاً شهيراً يُطلَق على المُصوِّر المُطارِد للمشاهير بهدف التقاط صورة، أو بعض الصور، على أمل الاستفادة منها عبر بيعها لوكالات الأخبار، أو المواقع، أو الصُحف والمِجلات. وتم تناول قصة الأميرة ديانا في فيلم درامي يحمل اسمها (ديانا)، أصدر في بريطانيا وفرنسا عام 2013، وهو فيلم من إخراج أوليفير هيرشبيجيل، وبطولة الممثلة نعومي واتس.

لا أحد يرثي قطط المدينة

“لا أحد يرثي لقطط المدينة” هو عنوان لافت للنظر ومثير للاهتمام، يحمل خلفه مجموعة قصصية لكاتب السيناريو المصري الشاب محمد الحاج كتجربته الأدبية الأولى. وفازت المجموعة القصصية ذات المئة وستون صفحة، والصادرة عن دار التنوير في ٢٠١٨ بجائزة ساويرس لأفضل عمل قصصي بفئة الشباب في مطلع عام ٢٠١٩.

وتدور القصص الست المختلفة حول ستة رجال وسيدات مختلفين، إما مرتبطين أو متزوجين، يمرون بأزمات وانعطافات عاطفية على خلفية مناخ سياسي مضطرب، وذلك لأن المجموعة القصصية كتبت في الربع الأخير من ٢٠١٣، وهو التوقيت الذي عُزل فيه الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وفُض فيه اعتصام رابعة العدوية مما أسفر عن قتل مئات المؤيدين لحكم مرسي.

تُلخص المجموعة على غلافها الخلفي بـ “ست قصص، ست علاقات تجري في قاهرة ما بعد صيف ٢٠١٣، باحثة عن مستقر لقلقها. ولا سبيل إلا بالاتكاء على الذات والمغامرة باحتضان الوحدة، أو الأمل العسير”. فالقصة الأولى “يوم مع تونة” تدور حول توقعات طارق لفقدانه وظيفته من قبل مديرة وصديقة، واتصاله بأم طليقته تونة بالخطأ فينتهي الأمر إلى قبوله لدعوة عشاء في منزلها. تعكس القصة اضطراب وحنين طارق بين رغبته في لقاء طليقته وكبح تلك الرغبة والتغاضي عنها، حيث يحكي طارق عن علاقته بفاطمة وسبب انفصاله عنها قائلاً: “قلق فاطمة الوجودي كان أكبر من علاقتنا، انفصلنا حين أدركت أن أسئلتها أكبر مما توفره حياتنا المشتركة من إجابات”.  

بينما تدور قصة “هنا وهناك” حول عائشة التي تعاني من الوحدة والفراغ الداخلي بعد الطلاق، فتشرع إلى تجربة تطبيق “تندر” للتعارف والمواعدة، فإذا بها تتعرف على عمر، وتنشأ بينهما علاقة تقوم على الجنس دون أن تعرف تفاصيل حياته، فنرى تأرجح عائشة بين رغبتها في معرفة المزيد عن عمر والارتباط العاطفي به، وبين خوفها من الرفض والذكورية. اقتباسا من القصة «كانت تمر أحياناً من تحت بيته في طريقها للخروج من المعادي أو في طريقها للعودة إليها فيخطر لها أن تصعد بلا تحذير لتطلع إلى ذلك المكان الذي لم تدع إليه أبداً».  

وفي قصة “الثلاثاء ٢ الظهر” نرى النوستالجيا التي تجتاح سناء التي تعود إلى شقة طليقها بهدف لملمة أغراضها. تحكي سناء عن مشاعر الكآبة التي تعيشها مع والدتها عقب الطلاق، وتحكي بحزن عن عدم تحمل زواجها فشل الثورة ففشل معها وآمالها في إصلاحه، ومن ثم يتفاجئ القارئ بتفاصيل العلاقة والانفصال ومدى احتمالية نجاحه من البداية.

اختتم الحاج المجموعة بقصة تحمل عنوان المجموعة القصصية “لا أحد يرثي لقطط المدينة”، وكان بطلها حازم الذي يعاني من آثار الانفصال والثورة واعتقالات ما بعدها لأصدقائه، وثقل القاهرة على شبابها، وتأرجحه بين الاحتفاظ بشعور الأمان الذي وجده مع دلال أم تركها تسافر إلى نيويورك بعد عدة أيام. تتواجد القطط في القصة كما ينص العنوان إشارة إلى مدى عدم اكتراث الناس بالقطط، وقد يرى أن هذا التعبير رمزي، حيث جسد الحاج معاناة الشباب في القاهرة عبر الشخصيات المذكورة وعبر القطط أيضاً.

وتُعتبر لغة الحاج سينيمائية بامتياز، فيشعر القارئ بمتعة المُشاهد أثناء القراءة، وتتميز القصص بجمل قصيرة، وحوارات عامية وفصحى، ووصف دقيق مناسب السرعة. لا يشعر القارئ ببطئ الأحداث أو سرعتها، فقط يعيش النص كما لو أنه يراه أمامه. وما بعد النص المقروء خفيف الثقل، يترك الحاج القارئ أمام تساؤلات وتجليات حول الوطن، ومشاعر الوحدة، والفترات الانتقالية، وتأثير الأماكن والشخوص على الإنسان وحاجته إليهما أيضاً. ونجد أن الحاج برع في توظيف مشاعر الإحباط والتخبط والانكسارات، وأمل الاستمرار في خضم أوضاع سياسية حرجة ومتأججة وقمعية من منظور ثوار أو أفراد مزامنين الثورة، وذلك من خلال قصص ذات شخوص عاديين، يمكن أن يكونوا أنت أو أحد تعرفه.  

مستوى المجموعة جدير بالإشادة إلا أن قصتين من الست قصص لم يكونا بذات المستوى وهما: «أشياء لا تحدث إلا في مترو منتصف الليل» و«واحدة بواحدة»، ويعود ذلك في قصة “أشياء لا تحدث إلا في المترو منتصف الليل” إلى قصر القصة قبل الاندماج في الأحداث. بالإضافة إلى ذلك، يستمتع القارئ الذي يعلم شوارع القاهرة وأحياءها بتفاصيل وصف الأمكنة والأحياء في هذه المجموعة أكثر ممن يجهلها، ولكن في النهاية تُسهل اللغة السينمائية تخيل جميع الأحداث.

اقتباسات

“لطالما أحببت كيف تمطر في القاهرة، فى مدينة حارة تدعى القاهرة لم يكن بوسعي التفكير فى المطر سوى أن السماء تدمع أسفا علينا نحن سكان هذه المدينة المحزونة”.

“الحياة مؤسفة عمومًا”.

“لاشيء كفيل بجعل الحب مدهشاً غير الحب”

“قلق فاطمة الوجودي كان أكبر من علاقتنا، انفصلنا حين أدركت أن أسئلتها أكبر مما توفره حياتنا المشتركة من اجابات”.

تداعيات كورونا ورجال الدين

تزامناً مع بداية انتشار فيروس كورونا الداعية المصري د. أحمد عيسى المعصراوي غرّد عبر موقع (تويتر) “بعد أن عزلت الصين أكثر من ٥ مليون مسلم من الايغور، الْيوم العالم كله يعزل الصين بسبب انتشار فيروس كورونا القاتل بين الصينيين وخوف من انتشار العدوى، (وما ربك بظلاّم للعبيد)”. فهل كان يتوقع الداعية انتشار كورونا في الدول المسلمة؟

مازال انتشار فيروس كورونا مستمر ومازالت التبريرات والتحليلات ذات الصبغة الدينية مستمرة في الازدياد كذلك. وبينما يقف العالم في مواجهة فيروس كورونا كوفيد ١٩ المستجد بلا لقاح أو علاج، فقط محاولات لإحتواء المرض عبر التباعد الجسدي سببت وساعدت ممارسات دينية من انتشار المرض.

فانتشر فيديو للأنبا يؤانس في السابع عشر من آذار (مارس) الماضي، من وسط كنيسته الأرثوذكسية في مدينة أسيوط – مصر في جزء من عظته يأمر فيها المصلين بترديد من بعده”إذا صلينا من كل قلبنا، الكورونا مش هتقرب مننا” عقب التأكيد على أهمية الصلاة جماعة.

https://www.facebook.com/157951844295837/posts/3217144445043213/?vh=e&d=n

وعلى الجهة الأخرى أعلنت وزارة الصحة الماليزية في التاسع عشر من (آذار) مارس ارتفاع عدد الإصابات بـ”كورونا” إلى ٩٠٠ حالة. وذلك بسبب تجمع ديني في مسجد قرب كوالالمبور ضم حواليّ ستة عشر ألف مصلي. ويذكر أن مدينتي قم ومشهد الإيرانية الدينية كانتا بؤرة انتشار الفيروس في إيران،

وبينما وقفت المؤسسات الدينية جنباً لجنب مع الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدول من تباعد جسدي وإغلاق للمرافق الدينية إلا أن وجد عدة رجال دين وأفراد بمختلف أديانهم ومعتقداتهم تفسيرات أخرى للمرض وإجراءات احترازية مختلفة.  

فنهج الكثير مبدأ لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولوحظ إصرار رجال دين وأفراد خصوصا في رمضان من إقامة الصلوات جماعة بالرغم من القوانين المفروضة. دون الالتفات أن حتى الصلاة جماعة والعمرة في الحرم المكي معلّقة. فنشرت جريدة البيان في ١١ أيار (مايو) إصابة ٤ أفراد بالفيروس نتيجة عدم تقيد عائلات بالحجر المنزلي وإقامة صلاة التراويح جماعة.

https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2020-05-11-1.3856104

ويقول الشيخ والإمام في مسجد النور في الخرطوم عثمان الزين في تصريح خاص، أنّ هناك الكثير من الأسباب التي يجب أن تدفع رجال الدين والعامة على اتباع القوانين والإجراءات الاحترازية. فيقول” إن دين الإسلام لم يأمر بالتهلكة ويقول الله تعالى (اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وفِي حالة هذا المرض فإن أهل الذكر هم الأطباء والمختصين وما الدين بموجود، إلا أن يحفظ سلامة المؤمن لا أن يعرضه للخطر”.

ويعلق الأخصائي النفسي إسلام الحايس أن “الاستمرار في تأدية الممارسات الدينية دون الالتفات لسلامة الفرد وحجم الوباء، ينم عن عدم إدراك بحجم المشكله، وعدم وجود وعي كافي ناتج في بعض الأحيان عن أن الإنسان يتمسك عادة بالأشياء التي يثق في فعاليتها مثل الدين خصوصاً أنه لا علاج للمرض.

الإعلام في زمن الديكتاتورية المثالية

يبدو أن مقولة السياسي وزير الدعاية النازي و”بوق هتلر” جوزيف غوبلز «اكذب اكذب حتى يصدّقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدّق نفسك» مازالت من كلاسيكيات البروبجندا السياسية التي لا ينفك السياسيون عن نهجها إعلامياً.

يأتي الفيلم المكسيكي “الديكتاتورية المثالية” اخراج لويس استارادا بكوميديته السوداء، بتصوير مقولة جوبلز جملةً وتفصيلًا. فتدور أحداث الفيلم حول جهود وتعاون المحطة الوطنية “تي ڤي إم إكس” مع السلطات لتلميع شكلها ودعم خططها. وذلك بدايةً عندما عملت على إلهاء الرأي العام عن فضيحة قول الرئيس المكسيكي عبارة عنصرية “المكسيكيون يعملون بشكل أفضل من السود” في لقاء مع السفير الأمريكي بالمكسيك.

وذلك عبر نشر فضيحة أخرى لحاكم المحافظة الأكثر فقراً في المكسيك كارميلو فارغاس، في شكل فيديو مسرب له وهو يتلقى رشاوى ويتعامل مع تاجر مخدرات. فنجد أن  المحطة استعلمت ما يسمى استراتيجية “التابوت الصيني” وهي إلهاء الرأي العام وبقية المؤسسات الإعلامية، عن فضيحة ما بفضيحة أخرى مفتعلة أو حقيقية.

تزيد جرعة الفساد في الفيلم عندما يقرر ذات الحاكم فارغاس إبرام عقد بأموال طائلة من خزينة الدولة مع المحطة الوطنية، لتكثيف الجهود والتغطية الإعلامية التي تصب في مصلحته، مؤديةً بذلك إلى تحريك الرأي العام والأصوات للانتخابات الرئاسية نحوه.  

وبالرغم من أن الفيلم يبدأ بإقتباس “في هذه الأيام كل الأسماء خيالية، بينما الحقائق واقعية بشكل مدهش” إلا أننا لسنا بحاجة إلى فيلم كي نتأكد أن السلطة الرابعة تلعب دورًا محورياً في السياسة.

فيقول الصحفي والكاتب حسام هلالي “بالنظر إلى الانتخابات الأمريكية في ٢٠١٦ نجد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن ليصل إلى منصبه دون لغته البسيطه وشعاراته الرنانة التي خاطبت الفئة المتوسطة التعليم والدخل من الأمريكيين”. وأيضاً “طعنه الدائم في الإعلام المعارض بأنه ” أخبار مفبركة”” ويضيف هلالي ” ناهيك عن لغته غير المنمقة وتصريحاته النارية التي أتاحت له أخذ نصيب من التغطيات الإعلامية بصورة مستمرة دون اللجوء إلى عمل حملات دعائية ضخمة مثل هيلاري كلينتون”.  

وفي حالة أخرى يعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). أحد أهم الأحداث التي لعب الإعلام دوراً محورياً في توجيه المواطنين نحو التصويت لهذا القرار. وبحسب تقرير على موقع الجزيرة تواجه العديد من الوسائل الإعلامية البريطانية خصوصاً ذات التوجه اليميني تهم “تضليل المواطنين ونشر الأخبار الكاذبة” في شأن استفتاء البريكست.

ويقول الصحفي المصري المستقل حكيم عبدالنعيم يمكن أن نرى أن لعبة الإعلام السياسي في مصر في أوج أشكالها حيث الآن في عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي لا مكان للإعلام المعارض بتاتاً. وأضاف “ولا يمكن إنكار لغة السيسي والمحاولات الإعلامية في بداية حكمه في تصويره كمنقذ مصر من جماعة الإخوان وبطشهم”

بينما يقول المدوّن السياسي والصحفي في تلفزيون العربي أحمد ياسين، “لا يختلف حال لبنان عن كل الأمثلة السابقة، فجميع الوسائل الإعلامية مسيّسة وتتبع أجندات الأحزاب الممولة لها دون الالتفات للحقائق”.

إلى أين تتجه علاقاتنا الاجتماعية بعد زمن الكورونا

تقف على بعد مترين وعيونها تحدق بمن حولها. وكل ما تراه كماماتٌ زرقاء وبيضاء تغطي ملامحهم، وقفزاتٌ تخفي تجاعيد أعمارهم. فمع انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، لا تهتم الأم الإبنتين إلى الإسم ولا العمر ولا الملامح. كل ما يهمها هو أن لا يقترب منها أحد وأن تعود إلى منزلها، وتقوم بتنظيف وتعقيم كل المستلزمات التي إشترتها حفاظاً على صحة عائلتها. هذه هي قصة الأخصائية الاجتماعية بمدرسة الشعلة في الشارقة، أريج عزام، القصة التي تمثل حال غالبية الناس. 

وتقول عزام، في مقابلة خاصة، إن “فيروس كورونا لم يفرق بين غني وفقير. فحالياً، نحن كلنا نتشارك نفس الهموم ونعيش نفس الظروف. ما يشكل نوع من الوحدة والتقارب بين الناس.” وتتابع “لكن بالوقت نفسه زرع فينا الفيروس حالة من الخوف، الخوف من الناس وعلى الناس. فأنا أخاف على سلامة بناتي وأخاف على زوجي الطبيب، لذلك أحرص على عدم الإقتراب من أحد كنوع من الوقاية”. 

وتشير عزام إلى أنه “إذا استمر الوضع الراهن مدةً أطول، علاقاتنا الاجتماعية ستجف أكثر فأكثر”. وتنوه عزام إلى أن البعد الاجتماعي والإنعزال في المنازل، كفيل بتغير سلوكنا وطريقة تعاملنا مع الناس بعد زوال الجائحة. ولا تعتقد عزام بأن الأوضاع ستعود إلى سابق عهدها.

فاستمرار انتشار فيروس كورونا، في ظل ما يواجهه العالم من مشكلاتٍسياسية واقتصادية وصحية، يهدد دول العالم، بحروبٍ نفسية وتغيراتٍاجتماعية. فبعد إدراج منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا على أنه جائحة، شهدت غالبية الدول تغيراتٍ أدت إلى عزلة وتباعد المجتمع. ففي غضون بضعة أيام أعلنت عدة دول إغلاق المطارات، وفرض شروط على المواطنين في البقاء بمنازلهم ومتابعتهم ومراقبتهم.

والعيش تحت القيود المشروطة على الناس، سيأثر بطريقةٍ ما، سلباً كانت أم إيجاباً، على طريقة تعامل الناس بين بعضها بعد زوال الجائحة. إذ يلعب الحجر المنزلي والتباعد عن الناس، دوراً كبيراً في تغير الحالة الاجتماعية والنفسية لدى الناس. فقد تغيرت أساليب الحياة الطبيعية، مثل الذهاب للعمل ومصافحة الأصدقاء والجلوس معهم.

وتعتقد أستاذ علم الاجتماع، راشوان راي، أن فترة ما بعد الجائحة، ستشهد تغيرات اجتماعية ولو كانت بسيطة كالمصافحة. ويقول، في مقابلة هاتفية، إن “الكثيرين سيستبدلون المصافحة باليد والضم والتقبيل، بالإشارة من بعيد لبعيد. لأننا لا نضمن عدم عودة الفيروس في المستقبل”. وبالنسبة لراي، فسيبقى عنده شك اتجاه المصافحة، ويؤكد على أنه “كلما طالت مدة الجائحة، زادت احتمالية تغير كل شيء حول العالم، ومن ضمنها كيفية تواصلنا مع الناس، لعدة شهور أو حتى سنوات”.

وفي المقابل، تقول مدربة الحياة، سندس الشايجي، في تصريحٍ خاص، بإنه “كلما زادت حدة العزلة، زادت حدة التأثيرات النفسية على علاقة الفرد بمحيطه”. إلا أنها توضح أننا “نعيش في زمن تتوفر فيه كل الأدوات التي تضمن لنا استمراريتنا بالتواصل مع الآخرين”. وتستمر قائلةً “العلاقات عبر الإنترنت لا تختلف كثيراً عن العلاقات المباشرة وجهاً لوجه. فإذا استغلينا وقتنا وتواصلنا مع أصدقائنا وأقاربنا، حتى إن كان عبر الإنترنت، سيخفف ذلك من تأثير مبدأ العزلة الاجتماعية. وعلاقتنا لن تتغير كثيراً بعد زوال الجائحة”.

ويوافقها بالرأي أستاذ علم الاجتماع، أحمد خطابي، حيث أعرب في مقابلة هاتفية، أنه “بالطبع، علاقاتنا بالناس لن تتغير بعد زوال الجائحة. فمعظمنا منتظرين لحظة إنتهاء فترة الحجر الصحي لمقابلة أقربائنا وأصدقائنا، والتفاعل معهم وجهاً لوجه.” وقد شدد خطابي إلى أهمية المحافظة على العلاقاتالاجتماعية، قائلاً إننا “بحاجة إلى اللمس الجسدي والاتصال الاجتماعي الشخصي والعلاقات الحميمية. فهذه أمور ضرورية لرفاهنا العاطفي والجسدي المستمر”.

ولكنه يحذر من ماهية بداية العلاقات الاجتماعية في الحياة الواقعية، فيقول إنه “في بادئ الأمر سيكون الإختلاط بالناس مخيفاً إلى أن نتأكد من أنه آمن. وعندما نتخطى ذلك، أعتقد أنه سيكون لدينا تقديرٌ جديد للعلاقات الأسرية والاجتماعية”.

وتشير المفكرة نهى ملص، إلى أن “فترة الحجر الصحي جعلتنا نقدر أصغروأبسط الأمور، كالمشي في الشوارع والتسكع مع الأصدقاء، حتى أننا اشتقنا إلى العمل من مكاتبنا”. وتضيف قائلة إن “هذه الفترة التي نمر بها، منحتنا فرصة لنتفكر بالحياة بشكل أعمق ونتعرف على محيطنا، فالأزمة كشفت ثغرات المجتمع والحكومات”. 

وتتابع حديثها، لافةً النظر إلى موضوع “كشف الثغرات” فتقول إن “الفترة ما بعد زوال الجائحة تعتمد على مدى النضج وعمق التفكير الذي توصلنا إليه خلال الأزمة. ومدى تغير أسلوب علاقاتنا الاجتماعية وطريقة عيشنا يعتمد على وعيننا بمحيطنا”.  

وفي الفيديو المرفق توضح المحامية فرح نسيب، تأثير فيروس كورونا على العلاقة الزوجية، قائلةً:

https://youtu.be/O83nAygt22k

وبصرف النظرف عن اختلاف آراء الناس، إلا أن العالم سيكون مختلفاً، فقد اضطر الناس إلى وضع الحواجز بين علاقاتهم الاجتماعية وتغير نمط حياتهم بشكلٍ من الأشكال. والعالم سيشهد تغيراتٍ على نطاقٍ أوسع، فأزمة الفيروس شكلت ضغطاً كبيراً على أنظمة دول العالم. ولكن بالوقت ذاته قد تعزز مناعة الناس وقدرتها على الصمود، وتدفعهم إلى تطوير حلول جديدة ومبتكرة، من خلال تعلمهم دروساً جديدة وتغيير طريقة عملهم وحياتهم. مما يعطي الناس دافعاً لبناء عالمٍ أفضل، كما حدث بعد الأزمات العالمية الكبرى.

ولمزيد من التفاصيل تستضيف الصحفية، رزان محمد، الأنثروبولوجية، فرحوائل، في مقابلة على بودكاست مقاطعات. وسنتعرف من خلاله على أمثلة من التاريخ ومدى تغير سلوك وردات فعل البشر بعد إنتهاء بعض الأوبئة:

https://youtu.be/QB2DrB0jjXo