المواطن العربي وثقته المتزعزعة بالإعلام

نشرت منظمة أطباء بلاحدود على موقعها الإلكتروني في العاشر من حزيران (يونيو) ٢٠٢٠، أن كوفيد ١٩ قضى على ما تبقى من النظام الصحي في اليمن بعد خمس سنوات من الحرب المستمرة. إن ما يحدث في اليمن بين وصفه بـ”كارثة إنسانية” وضعف التغطية الإعلامية، يثير تساؤل حول الدور الذي ينتظره الجمهور العربي من وسائل الإعلام؟ وهل يعتقد أن ما تنقله هذه الوسائل يعبر عن حقيقة حالته وأفكاره وآرائه؟

اليمني يحتاج إعلاما يعكس الحقيقة لا الأجندات السياسية

يقول اليمني محمد باوزير (٣٨) “إن المواطن اليمني يحتاج إعلاماً يعكس حقيقة الوضع في اليمن لا الأجندات السياسية، إعلام يعكس مآلات فقدان العالم للإنسانية”. ويضيف باوزير، “لا أثق في أي أرقام تنشر سواء لعدد حالات كورونا أو عدد حالات قتلى الحرب”. ويدعم رأي باوزير دارسة مسحية نفذها مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي تنص على ” أن ٦٢٪ من الجمهور اليمني الذي شملتهم الدراسة لا يثقون بالكثير من وسائل الإعلام ، وذلك بسبب غياب المهنية و الحياد في تغطيتها الاعلامية، إلى جانب تبعية العديد من هذة الوسائل لأطراف سياسية تستخدمها حسب سياستها الحزبية.

إعلام خالٍ من الأخبار المفبركة والتوجه

ومن جانبه طبيب العظام السوري بشار أبوبكر(٥٣)، يشكو من الأخبار المفبركة وانعدام المصداقية والحيادية. ويقول إن “الأخبار المفبركة تجتاح وسائل الإعلام بصورة مرعبة، وأصبحنا نعرف أراء المؤسسة الإعلامية سلفاً بمجرد معرفة القائمين على تمويلها”.

المرأة مهمشة والإعلام لا يعطي كل ذي حق حقه

أما مديرة قسم العلوم بمدرسة مواكب- دبي، اللبنانية كرمة النقاش (٤٤)، كما الكثير تتمنى كرمة النقاش إعلام أكثر انفتاحاً يفسح مكاناً للمرأة ويعبّر عن الحقيقة بوضوح لكن تقول ” كل ما نشاهده في الإعلام العربي واللبناني بالتحديد يعكس أن الإعلام مسيّر وليس مخيّر في ما ينقله من حقيقة”. وتضيف النقاش، ” في إعلامنا المرأة مجرد سلعة جمالية وجنسية، وقضاياها مهمشة تماماً”.

إعلام مُسلي لا أكثر

يقول أخصائي تقويم الأسنان السوداني د. عبدالوهاب محمد (٣٤) ” أتوقع من الإعلام أن يكون مُسلي ففي نظري مهمة الإعلام الأولى هي التسلية”. ويضيف محمد “ولا يهمني أن يكون الإعلام يميني أو يساري طالما المعلومات حقيقية ومسلية “.

حرية جزئية وإعلام انتقائي

تلفت مصممة الجرافيكي السعودية هند القحطاني (٢٧) إلى أنها لا تتوقع الكثير من الإعلام التقليدي وتقول “أرى أن موقع تويتر في السعودية أكثر عكساً للحقيقة من الإعلام التقليدي”. وتضيف القحطاني ” يؤسفني أن تضييق حريات التعبير طال وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً”.

ويذكر أن منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الدول العربية، تأتي في مقدمة الدول التي ينخفض فيها سقف حرية التعبير بحسب تقرير “منظمة مراسلون بلا حدود” حول حرية الصحافة في العالم لعام ٢٠٢٠، مما يفسر غياب الصحافة المعارضة عن المشهد، وسيطرة أجهزة الدولة على وسائل الإعلام مؤدياً بذلك إلى فقدان المواطن ثقته في الإعلام العربي.

أضف تعليق