صباح المطر المُطهِّر..

الأثنين الثامنة صباحًا الموافق السادس عشر من شهر مايو عام ٢٠١٨، أول يوم أبدأ فيه تدوين يومياتي كمهمة من مهام مادة ثقافة الإعلام والمجتمع. في الحقيقة أشكر بروفيسور موسى على هذه المهمه وهذا لأن لي عامين من التقاعس المستمر والمماطلة في شأن كتابة يومياتي أو حتى بعض المذكّرات في المناسبات، فالرغبة في عمل ذلك تراودني منذ زمن ليس بقريب إلا أنني أدوّنها كأحد أهدافي الرئيسيّة كل عام منذ أن اشآدت بها الروائية ليلى أبو العلا في أول ورشة عمل أشارك بها للكتابة الإبداعية. فكما كانت تقول: كتابة اليوميات والمذّكرات وسيلة فعّالة جدا لتحسين الكتابة، واستمراريتها، والبعد من الوقوع في شر الكتابة المتقطعة، والبطيئة والمخيّلة الجافة.

إن السبب وراء استيقاظي مبكّرا هو أنني أريد القيام ببعض البحث عن موضوع ادمان وسائل مواقع التواصل الإجتماعي ويجب أن أنوّه أن هذا حدث بعد مضيّ ساعةٍ على استيقاظي وفتح عيّني متنقّلة بين التطبيقات مطبّقه المعنى الفعلي للإدمان ههه.

الْيوم هو الْيوم المتمم لشهر شعبان من عام ١٤٣٩ هجريًا ممّ يعني أن غدًا الخميس أول أيام شهرِ رمضان، والمختلف في ذلك هو أنه أول رمضان في دبي وأيضا هو أول رمضان لي بمفردي، بمفردي تمًاما ولا أدري حقيقةً ما شعوري اتجاه ذلك، فعندما قال لي أحد أصدقائي تمنّيتُ أن تكوني في السودان في رمضان أجبته أنني عندما تذكّرت رمضان الماضي وأجواءه تذكرت رمضان في السعودية بكل تفاصيلة،منزلنا، جارتنا سوسن وبناتها والكثير من الأشياء الأخرى. فتوقفت لحظة وانتبهت أن رمضان الماضي في الحقيقة كان أول رمضانٍ في السودان بعد انتقالنا للعيش هناك وبالرغم من كل التفاصيل اللطيفه مع أسرتي وصديقاتي التي يمكن أن أسردها لكم عنه فإنني لم أشعر بالحنين إليه بنفس الطريقة والمستوى والمؤسف في كل هذا أنني أشعر بالحنين الى مكان لم أعد أنتمي إليه ولَم أنتمي إليه يومًا أو بصيغةٍ أخرى أنا أشعر بحنين اتجاه وطنٍ غير موجود وهذا لا يعني أنه غير موجود فعلّيا ولكن ليس لي حق أن أشعر بما أشعر ولا أنا أريد ذلك أيضا.

والآن دعكم من هذا الحديث لأن بعضًا من قطرات المطر تتساقط على شاشة هاتفي. يبدو أن هذه بركاتُ الرب تُبشّر بقدوم رمضان مذكرًا الناس بأن يتطهروا لملاقاته.

فكرة واحدة على ”صباح المطر المُطهِّر..

أضف تعليق