نظرة حول عنصرية الإعلام

تضامناً مع الأحداث الجارية في أمريكا، إثر وفاة جورج فلويد (46 عاماً)،رجل أمريكي أسود أعزل، خلال توقيفه من قبل شرطي. اجتاح وسم #حياة_السود_مهمة مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى تنديداً على وحشية الشرطة في التعاطي مع الأقليات العرقية في الولايات المتحدة. واستمر التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف دول العالم، مشعلاً النقاش حول مظاهر العنصرية وأدواتها في عصرنا الحالي. مما يرفع تساؤل كيفية تعامل الإعلام مع العنصرية؟

حال الإعلام الأمريكي

أظهر تعامل الإعلام الأمريكي التقليدي مع حادثة قتل جورج فلويد درجاتٍ متفاوتة من الموقف واللغة التي اعتبرها الكثير “عنصرية”. فبحسب تحليل برنامج “ذَا دايلي شو” من تقديم تريڤر نوح. أن موقف قناة فوكس نيوز التلفزيونية، كان ضد التظاهرات المناهضة لوحشية رجال الشرطة والعنصرية بصورة واضحة. ويلفت الناشط والصحفي المستقل خالد سراج إلى أن “اللغة المستخدمة في الإعلام الأمريكي تجاه الأحداث المرتبطة بأمريكيين سود تصنف عنصرية” ويضيف “من الأمثلة هي وصف المتظاهرين السود بـ”المجرمين” “الهمجيين” و”حيوانات شرسة”. ” في حين عندما يكون هناك أعمال شغب من متظاهرين بيض البشرة يتم وصفهم بـ”الطلبة”.

ويقول الكاتب بشركة جينوميديا للإنتاج الفني حسام هلالي “لا تقتصر مظاهر العنصرية في الإعلام الأمريكي على اللغة الإخبارية فقط بل يمكن الالتفات إلى العنصرية المبطنة”. “والتي يمكن إيجادها في الأدوار السينمائية مثلاً عندما يتم اقتصار السود في أدوار تعكس صور نمطية مثل الهمجية والصوت المرتفع وعدم الإحترافية”.

ماذا عن حال الإعلام العربي؟

يقول الباحث المستقل في الإعلام في الشرق الأوسط عبدالله جميل “للإعلام دور أساسي في تعزيز الصور النمطية حول الأقليات العرقية في العقل الجمعي للمجتمعات العربية”. ويلفت جميل إلى أن أحد أبرز مظاهر العنصرية في الإعلام العربي هو تخصيص حلقات من المسلسلات والبرامج والأفلام الكوميدية للشخصية السودانية. وذلك عبر طلاء الوجهه بصبغة سوداء وهو ما يسمى في الثقافة الأمريكية بالـ”black face”. وهو الذي تم التوقف عن ممارسته في الولايات المتحدة منذ عقود وتعتبره الآن بشكل عام مسيء وغير محترم وعنصري. ويقول جميل إن المشكلة في “الوجه الأسود” “هي أنه ممارسة طامسة تماماً للهوية الثقافية والحضارة الإنسانية وترسخ صور نمطية مغلوطة”.

ويذكر بحسب إتفاقية الأمم المتحدة الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري. أن معنى “التمييز العنصري” هو أي تمييز أو استثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم علي أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني ويستهدف أو يستتبع تعطيل أو عرقلة الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها، علي قدم المساواة، في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو في أي ميدان آخر من ميادين الحياة العامة. وأن العنصرية ووحشية الشرطة حفّزت ردود فعل مثل حراك “حياة السود مهمّة #BlackLivesMatter” الذي انطلق كوسم على مواقع التواصل الاجتماعي عام ٢٠١٣ من ثم تحوّل إلى حراك مدني رسمي. ولقي دعماً علنياً من بعض المشاهير، من بينهم المغنية بيونسيه، ونجم كرة السلة ليبرون جايمس.

أضف تعليق