تداعيات كورونا ورجال الدين

تزامناً مع بداية انتشار فيروس كورونا الداعية المصري د. أحمد عيسى المعصراوي غرّد عبر موقع (تويتر) “بعد أن عزلت الصين أكثر من ٥ مليون مسلم من الايغور، الْيوم العالم كله يعزل الصين بسبب انتشار فيروس كورونا القاتل بين الصينيين وخوف من انتشار العدوى، (وما ربك بظلاّم للعبيد)”. فهل كان يتوقع الداعية انتشار كورونا في الدول المسلمة؟

مازال انتشار فيروس كورونا مستمر ومازالت التبريرات والتحليلات ذات الصبغة الدينية مستمرة في الازدياد كذلك. وبينما يقف العالم في مواجهة فيروس كورونا كوفيد ١٩ المستجد بلا لقاح أو علاج، فقط محاولات لإحتواء المرض عبر التباعد الجسدي سببت وساعدت ممارسات دينية من انتشار المرض.

فانتشر فيديو للأنبا يؤانس في السابع عشر من آذار (مارس) الماضي، من وسط كنيسته الأرثوذكسية في مدينة أسيوط – مصر في جزء من عظته يأمر فيها المصلين بترديد من بعده”إذا صلينا من كل قلبنا، الكورونا مش هتقرب مننا” عقب التأكيد على أهمية الصلاة جماعة.

https://www.facebook.com/157951844295837/posts/3217144445043213/?vh=e&d=n

وعلى الجهة الأخرى أعلنت وزارة الصحة الماليزية في التاسع عشر من (آذار) مارس ارتفاع عدد الإصابات بـ”كورونا” إلى ٩٠٠ حالة. وذلك بسبب تجمع ديني في مسجد قرب كوالالمبور ضم حواليّ ستة عشر ألف مصلي. ويذكر أن مدينتي قم ومشهد الإيرانية الدينية كانتا بؤرة انتشار الفيروس في إيران،

وبينما وقفت المؤسسات الدينية جنباً لجنب مع الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الدول من تباعد جسدي وإغلاق للمرافق الدينية إلا أن وجد عدة رجال دين وأفراد بمختلف أديانهم ومعتقداتهم تفسيرات أخرى للمرض وإجراءات احترازية مختلفة.  

فنهج الكثير مبدأ لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولوحظ إصرار رجال دين وأفراد خصوصا في رمضان من إقامة الصلوات جماعة بالرغم من القوانين المفروضة. دون الالتفات أن حتى الصلاة جماعة والعمرة في الحرم المكي معلّقة. فنشرت جريدة البيان في ١١ أيار (مايو) إصابة ٤ أفراد بالفيروس نتيجة عدم تقيد عائلات بالحجر المنزلي وإقامة صلاة التراويح جماعة.

https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2020-05-11-1.3856104

ويقول الشيخ والإمام في مسجد النور في الخرطوم عثمان الزين في تصريح خاص، أنّ هناك الكثير من الأسباب التي يجب أن تدفع رجال الدين والعامة على اتباع القوانين والإجراءات الاحترازية. فيقول” إن دين الإسلام لم يأمر بالتهلكة ويقول الله تعالى (اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وفِي حالة هذا المرض فإن أهل الذكر هم الأطباء والمختصين وما الدين بموجود، إلا أن يحفظ سلامة المؤمن لا أن يعرضه للخطر”.

ويعلق الأخصائي النفسي إسلام الحايس أن “الاستمرار في تأدية الممارسات الدينية دون الالتفات لسلامة الفرد وحجم الوباء، ينم عن عدم إدراك بحجم المشكله، وعدم وجود وعي كافي ناتج في بعض الأحيان عن أن الإنسان يتمسك عادة بالأشياء التي يثق في فعاليتها مثل الدين خصوصاً أنه لا علاج للمرض.

أضف تعليق